سورة الحجر مكية
  ولكن سأل تأخير عذابه ليكون زيادة في بلائه كفعل الإنس من السلامة وأراد بالإنظار إلى يوم يبعثون أن لا يعذب فأجيب إلى ذلك لا لإجابته ولكن لما سبق من قول الله تعالى في أن العذاب والثواب لهما آن غير هذه فوافق سؤاله.
  قوله تعالى: {... قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} يعني بما سميتني غاوياً قال الكميت بن زيد:
  وطائفة قد أكفروني بحبكم ... وطائفة قالوا مسيء ومذنب
  أكفروني يعني سموني كافراً، ويجوز بما جنبتني من رحمتك {لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ} أراد به زينة المعاصي الجن {وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ٣٩} أي لأضلنهم عن الهدى {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ٤٠} وهم الذين أخلصوا العبادة من فساد أو رياء، وروينا أن الحواريين سألوا عيسى # عن المخلصين له فقال: الذي يعمل لله ولا يحب أن يحمده الناس.
  قوله ø: {هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ٤١} يعني هذا صراط مستقيم بصاحبه حتى يهجم به على الجنة، ويحتمل أن يكون بمعنى الوعيد والتهديد ومعناه أن طريقه إلي ومرجعه علي كقول القائل لمن تهدده وتوعده: علي طريقك.
  قوله تعالى: {... ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ءَامِنِينَ ٤٦} يعني من الموت والمرض والخوف والزوال.
  {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} الجاهلية روينا هذا القول عن علي بن الحسين # ويجوز: ونزعنا في الآخرة ما في صدورهم من غل الدنيا {إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ٤٧} والسرر جمع سرير متقابلين