سورة النحل
  عملكم عمل الكفار.
  قوله تعالى: {... الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ} أي صالحين قد طابت نفوسهم ووثقت بما يلقونه من كتاب الله ø {يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ} تبشيراً لهم بالجنة لأن السلام أمان ويجوز أن يكون السلام إنذاراً بالموت {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ} أي مستقركم الجنة بصالح أعمالكم وزكي أفعالكم.
  قوله تعالى: {... وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} يعني من بعد ما ظلمهم أهل مكة حين أخرجوهم إلى الحبشة بعد العذاب {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} يعني بنزول المدينة وهذه الآية نزلت في المهاجرين الذين عذبوا بمكة وهم عمار بن ياسر وصهيب وخباب بن الأرت وبلال وسمية أم عمار كانت قريش تلبسهم أدراع الحديد ويظهرونهم في الشمس فبلغ منهم الجهد ما شاء الله أن يبلغ من حر الحديد والشمس فلما كان ذات يوم جاءهم أبو جهل فجعل يشتمهم ويوبخهم ثم أتى سمية فطعنها بالحربة فقتلها فهي أول قتيل استشهد في الإسلام.
  قوله تعالى: {.. وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ} وهذا خطاب لمشركي قريش أنه ما بعث رسولاً إلا من رجال أمته وأنه ما بعث إليهم ملكاً {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣} وأهل الذكر رسول الله ÷ والأئمة من ولده المستحفظون للشريعة العاملون بفرائض الله وسننه العارفون بأخبار القرون الماضية.
  قوله تعالى: {... أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ ٤٦} أي في سفرهم {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ} يعني على تيقض بأن يهلك واحداً بعد واحد فيخافون الفناء وتهلك قرية فتخاف الأخرى.
  قوله ø: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ}