سورة النحل
  الرجل على بناته قال الشاعر:
  ولو أن نفسي طاوعتني لأصبحت ... لها حفد مما تعد كثير
  ولكنها نفس علي أبية ... عيوف لأصهار اللئام قدور
  وقيل هم الأعوان والأخدام ومنه قول جميل:
  حفد الولايد حولها واستسلمت ... بنفوسهن أزمة الأجمال
  والحافد المسرع في العمل ومنه الدعاء وإليك نسعى ونحفد أي نسرع في طاعتك.
  قوله تعالى: {... ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ} وهذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر بالعبد المملوك الذي لا يقدر على شيء هو الكافر لأنه لا خير عنده {وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا} وهو المؤمن لما عنده من الخير، والثاني: أنه مثل ضربه الله تعالى لعبادة الأوثان لأنه لا يملك شيئاً كالعبد الذي لا يملك شيئاً، وأنهم عدلوا عن عبادة الله الذي يملك كل شيء.
  {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ} وذلك مثل ضربه الله لنفسه وللوثن والأبكم الذي لا يقدر على شيء هو الوثن والذي يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ هو الله ø.
  قوله تعالى: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} يعني لله علم السماوات والأرض لأنه المتفرد به درك خلقه ويجوز أن يكون المراد بالغيب إيجاد المعدومات وإعدام الموجودات وكذلك كلما غاب عن الخلق علمه من الجزاء بالثواب والعقاب وهذا غيب السماء وغيب الأرض الحكم بالأرزاق والآجال {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} لأنه بمنزلة