البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة النحل

صفحة 441 - الجزء 1

  أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ} والدخل أن يكون داخل القلب من الغدر غير ما في الظاهر من لزوم الوفاء وهو من الخديعة والغرور {أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ} يعني أكثر عدداً وأزيد مدداً فتطلب بالكثرة أن تغدر بالأقل وأربى أفعل من الربا، شعراً:

  وأسمر خطياً كأن كعوبه ... نوى القسب قد أربى ذراعاً على العشر

  قوله تعالى: {... مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} يعني في القيامة روينا عن أمير المؤمنين ويضيف إليها الإيمان بالله والطاعة له في كل ما أمر به ونهى عنهم {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٩٧} في مضاعفة الجزاء كما قال: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}⁣[الأنعام: ١٦٠].

  {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ٩٨} يعني إذا أردت قراءة القرآن فقدم الاستعاذة بالله.

  قوله تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا} يعني ليس له حجة على ما يدعوهم إليه من المعاصي؛ ثم الاستعاذة بالله مما يوهي كيد الشيطان ويضعف أمره كقوله: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ}⁣[الأعراف: ٢٠٠].

  {إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ} أي يتبعونه {وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ١٠٠} يعني بالله تعالى، ويحتمل أن يكون هم الذين أشركوا بالله الشيطان في أعمالهم.

  قوله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا ءَايَةً مَكَانَ ءَايَةٍ} أي نسخنا آية بآية إما نسخ