سورة النحل
  الحكم والتلاوة وإما نسخ الحكم مع بقاء التلاوة {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ} يعني أعلم بالمصلحة فيما ينزله ناسخاً ويرفعه منسوخاً {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ} أي كاذب {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ١٠١} بجواز النسخ.
  قوله تعالى: {.. وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} والذي أراد به المشركون فيما ذكره من تعليم رسول الله ÷ سلمان الفارسي {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ١٠٣} يعني القرآن لأنه يقرأ باللسان، والعرب تقول هذا لسان فلان أي كلامه قال الشاعر:
  لسان السوء يهديها إليها ... أجبت وما حسبتك أن تجيبا
  قوله تعالى: {.. مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ} وهذه الآية نزلت في عبدالله بن أبي سرح ومقيس بن ضبابة وعبدالله بن أنس وقيس بن الوليد بن المغيرة كفروا بعد إيمانهم ثم قال: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} وهذه الآية نزلت في عمار بن ياسر وسمية وبلال وصهيب وخباب أظهروا الكفر بالإكراه وقلوبهم مطمئنة بالإيمان {وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا} وهم من تقدم ذكره فإذا أكره على الكفر فأظهره بلسانه وهو معتقد الإيمان بقلبه ليدفع عن نفسه بما أظهر ويحفظ دينه بما أضمر فهو على إيمانه ولو لم يضمر الإيمان كان كافراً.
  قوله تعالى: {... وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُطْمَئِنَّةً} وهي مكة كان أمنها أن أهلها لا يتغازون كالبوادي {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ} وسماه لباساً لأنه يظهر عليهم من الهزال وتغير الحال وشحوبة اللون ما هو كاللباس، وقيل إن القحط بلغ بهم إلى أن أكلوا القد والوبر كانوا يخلطونه بالدم والفؤاد ثم يؤكل والآية عامة في كل قرية تكفر بنعم الله