البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة بني إسرائيل

صفحة 447 - الجزء 1

  أي من العجائب التي فيها اعتباراً {إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١} يعني بما يقولون من تصديق وتكذيب البصير فيما فعل من الإسراء والمعراج.

  قوله تعالى: {وَءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} يعني التوراة {وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} يجوز أن يكون المراد بهذا موسى ويجوز أن يكون الكتاب لأن كل واحد منهما هادٍ {أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا ٢} يعني رباً يتوكلون عليه في أمورهم وكفيلاً بمصالحهم {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} يعني موسى وقومه من بني إسرائيل {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ٣} يعني نوحاً لأنه كان عبداً كثير الشكر على ما ابتلاه الله به من مقاساة قومه.

  {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ} ومعناه قضينا أعلمنا وأخبرنا والفساد الذي فعلوه قتلهم للناس ظلماً وتغلبهم على أموالهم قهراً وإخراب ديارهم بغياً {وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ٤} يعني بالإستطالة والغلبة {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا} يعني المرتين من فساد {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} أي أمرنا عبادنا بقتالكم وانتقاماً منكم وخلينا بينهم وبينكم خذلاناً لكم بظلمهم والمبعوث عليهم في هذه المرة الأولى جالوت وقيل بخت نصر {فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ} يعني قتلوهم بين الدور والمساكن وهذا قول حسان:

  ومنى الذي لاقى بسيف محمد ... فجاس به الأعداء عرض العساكر

  وقيل معناه يذلوا خلال الديار ومنه قال الشاعر:

  فجسنا ديارهم عنوة ... وأبناء سادتهم موثقينا

  قوله تعالى: {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ} يعني الظفر بهم بقتل