البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة بني إسرائيل

صفحة 448 - الجزء 1

  جالوت حين قتله داود # {وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} تجديداً للنعمة عليهم {وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ٦} أي أكثر عدداً نافراً.

  قوله تعالى: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ} لأن الجزاء بالثواب يعود عليها فصار ذلك إحساناً إليها {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} أي فإليها {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ} يعني وعد المقاتلة على فسادهم في المرة الثانية والذي جاءهم بخت نصر {وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ} يعني بيت المقدس {وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ٧} قيل التتبير الهلاك والدمار، وقيل: الهدم والإخراب قال لبيد:

  وما الناس إلا عاملان فعامل ... يتبر ما يبني وآخر رافع

  قوله تعالى: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ} يعني ما حل بكم من الانتقام منكم {وَإِنْ عُدْتُمْ} إلى الإساءة {عُدْنَا} إلى الانتقام؛ فعادوا فبعث الله ø عليهم رسوله محمداً ÷ فأذلهم بالجزية والمحاربة إلى يوم القيامة {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ٨} أي حبساً يحبسون فيه مأخوذ من الحصر وهو الحبس وكانت العرب تسمي كل ممنوع من الحجاب حصراً لأنه بالحجاب كالمحصور قال لبيد:

  ومقامهم غلب الرقاب كأنهم ... جن لدى باب الحصير قيام

  قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْءَانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} يعني يهدي بما تضمنه من الأوامر والنواهي الدالة على الصواب والحق.

  قوله تعالى: {.. وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ} فيه وجهان أحدهما: أن يطلب النفع في العاجل بالضرر العائد عليه في الآجل، والثاني: أن يدعو عند ضجره وغضبه على نفسه وولده بالهلاك ولو استجيب له