سورة بني إسرائيل
  قوله تعالى: {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ} يعني لما يحصل له من ثواب طاعته {وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} لما يحصل عليه من عقاب معصيته {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} يعني لا يؤاخذ أحد بذنب غيره ولا يجوز لأحد أن يعصى بمعصية غيره {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ١٥} يعني على الشرائع الدينية حتى نبعث رسولاً مبيناً لأنه لا يجوز العذاب إلا بعد الإبانة والعذاب فيه وجهان أحدهما: أن يكون عذاب الآخرة والثاني: يجوز أن يكون عذاب الدنيا.
  قوله تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ١٦} وفيها قولان أحدهما: وإذا أردنا أن نحكم بهلاك قرية. والثاني: إذا أهلكنا قرية وأردنا صلة زائدة أمرنا مترفيها مقصور مخفف ومعناها أمرنا بالطاعة لأن الله تعالى لا يأمر إلا بها، ففسقوا فيها: فعصوا بالمخالفة.
  وفيه قراءة ثانية: (أمّرنا مترفيها) ممدودة بتشديد الميم ومعناه جعلناهم أمراء بالإنعام عليهم والإتساع لهم.
  وفيه قراءة ثالثة: (آمرنا مترفيها) ممدود أكثرنا عددهم من قولهم آمر القوم إذا كثروا لأنهم مع الكثرة يحتاجوا إلى أمير يأمرهم وينهاهم قال النبي ÷: «خير المال سكة مابورة» والسكة طريقة النحل ومابورة ملحقة ومهرة مأمورة يعني كثيرة النتاج والنسل، والمترفون: رؤساء الجبارين.
  قوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ} والقرن مائة سنة وقيل مائة وعشرون سنة.
  قوله تعالى: {... كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ} يعني البر والفاجر متساوون في نعم الدنيا لا الآخرة {وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ