البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة بني إسرائيل

صفحة 451 - الجزء 1

  مَحْظُورًا ٢٠} يعني ممنوعا.

  قوله تعالى: {.. وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} أي أمر ربك {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} معناه ووصاك بالوالدين إحساناً يعني إليهما في البر بهما {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا} أي لا يتأذى بإماطة الأذى منهما وإبعاد القذى عنهما كما لم يتأذيا بإبعادهما عنك ذلك {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} وأف كلمة تدل على الضجر والتبرم خرجت مخرج الأصوات المحكمة والعرب تقول: أف وتف فالأف وسخ الأظفار والتف ما رفعته من الأرض بيدك من شيء حقير {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ٢٣} يعني ليناً حسناً.

  قوله تعالى: {.. فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا ٢٥} والأوابون التائبون الراجعون عن ذنوبهم.

  {وَءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} روينا عن أبينا علي بن الحسين بأنه قال: هذه الآية خاطب الله بها رسوله ÷ أن يؤتي ذوي قرباه حقوقهم من الخمس والغنيمة والفيء والخطاب بعده يتوجه إلى الأئمة القائمين مقامه العاملين بسيرته {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ٢٦} والتبذير الإسراف المتلف للمال والإنفاق في غير حقه ولو أنفق الرجل في أقل القليل في غير الحق كان مبذراً.

  قوله تعالى: {.. وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا} إنه⁣(⁣١) سبحانه أكد على نبيئه في هذه الآية بالوصاة بذوي قرباه فقال: إن أعرضت يكون المعنى إذا أعرضت عمن سألك ممن تقدم ذكره حذراً أن


(١) نخ: الله.