البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة بني إسرائيل

صفحة 454 - الجزء 1

  قوله تعالى: {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا} فيه تأويلان أحدهما: أن الرفات التراب وقيل: ما أرفت من العظام مثل الفتأة ومنه قول الراجز:

  صم الصفا يرفت منها أصله

  قوله تعالى: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا ٥٠} لن تفوتوا الله إذا أرادكم إلا أنه أخرجه مخرج الأمر لأنه أبلغ في الإلزام.

  {أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ} من جميع ما استعظمتموه من خلق الله تعالى فإن الله يميتكم ثم يحييكم {فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ} أي يحركون رؤوسهم استهزاء وتكذيباً.

  قوله تعالى: {يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ} يعني يدعوكم إلى المحشر والمحاسبة فتستجيبون أي خاضعين لله بألسنتكم {وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ٥٢} يعني به تقريب الوقت كما قيل في المثل كأنك بالدنيا لم تكن وبالآخرة لم تزل.

  قوله تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} والتي هي أحسن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وامتثال أوامر الله ø.

  {إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ} بالهداية {أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ} بالإضلال؛ أو إن يشأ يرحمكم بالتوبة أو يعذبكم بالإقامة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ٥٤} أي كفيلاً على معاصيهم.

  قوله تعالى: {... أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} وقيل إن هذه الآية فيمن عبد عزيراً وعيسى وأمه وهم المعنيون بقوله: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ}.

  قوله تعالى: {... وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ} يعني أحاط