سورة بني إسرائيل
  بالناس قدرته وعظمته وعلمه ومشيئته.
  قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} في الرؤيا وجهان أحدهما: أنه ÷ رأى كأنه يدخل مكة فعجل إليها قبل الوقت عام الحديبية ثم رجع فقال ناس قد كان قال إنه سيدخلها فكانت رجعته فتنتهم، وقيل: إن الرؤيا أنه رأى في منامه قوماً يعلون منبره وينزون نزو القردة فكان تأويل ذلك طلوع من طلع من بني أمية وغيرهم منبره بغير استحقاق {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْءَانِ} هي بني أمية.
  قوله تعالى: {... لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ٦٢} يعني لأقتطعن، قال الشاعر:
  نشكو إليك سنة قد أجحفت ... جهد الذي جهدتنا وأضعفت
  واحتنكت أموالنا وحلفت
  وقيل: معناه لأقودنهم إلى المعصية كما تقاد الدابة بحنكها إذا اشتد فيه حبل يجذبها.
  قوله تعالى: {.. وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} أي بدعائك إلى معصية الله وطاعتك {وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} والإجلاب هو السوق بجلبة من السائق أي لكل راكب وماش في معاصي الله وهذا هو المبالغة في الإغواء {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ} أما مشاركتهم في الأموال فهي الأموال التي أصابوها في غير حلها ويحتمل أن تكون الأموال التي أنفقوها في معاصي الله تعالى ويجوز أن تكون الأموال ما كانوا يحرمونه من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام وما كانوا يذبحونه لآلهتهم.