البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة بني إسرائيل

صفحة 456 - الجزء 1

  ومشاركتهم في الأولاد هي قتل الموؤدة⁣(⁣١) من أولادهم وتسمية بنيهم بعبد الحارث وعبد شمس وعبد العزى وعبد اللات وإنما شبه الله ø أفعال شياطين الإنس بفعل شياطين الجن فإما أن يكون الجن أو لأمر بالشبها في الأسر فلا.

  قوله تعالى: {.. رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ} معناه يجريها ويسيرها قال الشاعر:

  يا أيها الراكب المزجي مطيته ... بلغ بني أسد ما هذه الصوت

  قوله تعالى: {.. أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} والحاصب الريح القاصف سميت بذلك لأنها تحصب أي ترمي بالحصباء.

  قوله تعالى: {.. وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ} يعني أنعمنا عليهم وأحسنا إليهم.

  {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} يعني بأنبيائهم وأئمتهم الذين كانوا يأتمون بهم في الدنيا.

  قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا ٧٢} يعني من كان في الدنيا أعمى عن الطاعة فهو في الآخرة أعمى عن الثواب ومن كان في الدنيا أعمى عن الاعتبار فهو في الآخرة أعمى عن الاعتذار.

  قوله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ} وسبب نزول هذه الآية أن ثقيفاً قالوا للنبي ÷:


(١) نخ (ل): الوؤدة.