سورة بني إسرائيل
  أحللنا سنة حتى نأخذ ما نهدي لآلهتنا فإذا أخذناه كسرنا الآلهة فهم رسول الله ÷ أن يطيعهم فأنزل الله هذه الآية.
  قوله تعالى: {.. إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} يعني ضعف عذاب الدنيا وضعف عذاب الآخرة، قيل: لما نزلت هذه الآية قال النبي ÷: «اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين».
  {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا} أي يزعجوك باستخفاف وهذه الآية نزلت في قريش حين همت بإخراج النبي ÷ من مكة قبل هجرته {وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا ٧٦} قرئ (خلفك، وخلافك) فأما خلفك فبعدك. إلا قليلاً: يعني أن المدة التي لبثوها بعده ما بين إخراجهم له إلى قتلهم يوم بدر هي قليلة.
  قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} ودلوك الشمس زوالها والصلاة المأمور بها صلاة الظهر وذلك لما روينا أن النبي ÷ قال: «أتاني جبريل لدلوك الشمس حين زالت فصلى بي الظهر».
  وأما الغسق ففيه تأويلان أحدهما: ظهور ظلامه قال زهير:
  ظلت تحوت يداها وهي طاهرة ... حتى إذا جنح الإظلام والغسق
  والصلاة المأمور بها العصر والمغرب {وَقُرْءَانَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْءَانَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ٧٨} وقرآن الفجر أراد به صلاة الفجر فسماها قرآناً لتأكيد القراءة في الصلاة إن قرآن الفجر كان مشهوداً يعني تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، وفي هذا دليل أنها ليست من صلاة الليل ولا من صلاة