سورة بني إسرائيل
  {أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا ٩١} سألوا ذلك ببلد ليس فيها شيء منه.
  {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} أي قطعاً تقول العرب: أعطي كسفة من هذا الثوب، أي قطعة منه، ومن هذا الكسوف لانقطاع النور منه {أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا ٩٢} يعني مقابلة نعاينهم ونراهم ويجوز أن يكون بمعنى كفيلا والقبيل الكفيل، ومنه قولهم: تقبلت بكذا أي تكفلت.
  {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ} والزخرف النقوش وقيل نبت من الذهب وأصله من الزخرفة وهو تحسين الكلام ومنه قوله: {حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ}[يونس: ٢٤]، والذين سألوا رسول الله ÷ نفر من قريش، والذين سألوا ذلك هم عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو سفيان بن الأسود بن المطلب بن أسد وزمعة والوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام وعبدالله بن أمية والعاص بن وائل وأمية بن خلف ومنبه بن الحجاج.
  قوله تعالى: {... وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ} بإخلاصه وطاعته {وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ} في هدايته {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا} يعني يحشرون عمي الأعين بكم الألسن صم الأسماع ليكون ذلك زيادة في عذابهم {مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} أي مستقرهم جهنم {كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ٩٧} أي كلما سكن التهابها زدناهم سعيراً والتهاباً ويكون سكون التهابها من غير نقصان في إيلامهم ولا سكون من عذابهم.
  قوله تعالى: {... قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} يعني أنه لو ملك أحد المخلوقين خزائن الله لما جاد بها