سورة بني إسرائيل
  كجود الله لأمرين أحدهما: أنه لا بد من أن يمسك منها لنفقته ولما يعود منفعته. والثاني: لأنه يخاف الفقر ويخشى العدم والله سبحانه يتعالى جوده عن الحالين {وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا ١٠٠} يعني مقتراً بخيلاً.
  قوله تعالى: {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ ءَايَاتٍ بَيِّنَاتٍ} قيل إنها يده وعصاه ولسانه والبحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات، وقيل: الحجر والسنون ونقص من الثمرات.
  وروينا أن رسول الله ÷ جاءه قوم من اليهود فسألوه عنها فقال: «لا تشركوا بالله شيئاً ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق وألا تسحروا ولا تأكلوا الربا ولا تمشوا بالنمائم ولا تقذفوا محصنة ولا تفروا من الزحف وأنتم يا يهود عليكم خاصة: لا تعدوا في السبت» فقبلوا يده ورجله. وفي قوله: {إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَامُوسَى مَسْحُورًا ١٠١} أي قد سحرت لما تحمل عليه نفسك من هذا القول والفعل المستعظم.
  {وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا ١٠٢} يعني هالكاً مغلوبا.
  قوله تعالى: {... وَقُرْءَانًا فَرَقْنَاهُ} يعني لما فيه من الفرق بين الحق والباطل، وفرّقناه –بتشديد الراء يعني أنزل مفرقاً {لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} يعني على تثبيت وترتيل.
  قوله تعالى: {قُلْ ءَامِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا} يعني القرآن وهذا من الله ø على وجه التبكيت لهم والتقييد لا على وجه التخيير {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ١٠٧} أي يخرون للأذقان إيماناً به وتصديقاً لما جاء به رسول الله ÷ والأذقان جمع ذقن والذقن مجتمع اللحيين.