البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الكهف

صفحة 469 - الجزء 1

  الحجال، وقيل: إنها السرر قال الشاعر:

  خدود خفت في الستر حتى كأنما ... تباشر بالمعراء مس الأرائك

  {... وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} بفتح الثاء والميم وهو جمع ثمر وقيل بضم الثاء والميم وهو جمع ثمار والثمر هو كل ما أثمر من الأموال وزاد ونما.

  قوله تعالى: {... وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ} قيل الحسبان النار، وقيل هي المرامي الكثيرة وأصله الحسبان وهو السهام التي ترمى بمجرى في طلق واحد {فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا ٤٠} يعني أرضاً ملساء لا تنبت شيئاً ولا تثبت عليها قدم.

  قوله تعالى: {... وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ} والفئة القدر الذي يقام بهم الحق {وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا ٤٣} يعني ممتنعا.

  قوله تعالى: {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ} يعني يوم القيامة أنهم يتولون الله تعالى في القيامة فلا يبقى مؤمن ولا كافر إلا تولاه فاعترف بأنه الولي حقاً.

  قوله تعالى: {.. الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ٤٦} يعني أنها الأعمال الصالحة.

  قوله تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ} من السير حتى تنتقل من مكانها لما فيه من ظهور الآية وعظيم الاعتبار، وقيل: يسيرها أن يجعلها هباء {وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً} يعني فضاء لا يسترها شيء {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا ٤٧} يعني فلم نخلف منهم أحداً ومنه سمي الغدر وهو ما يخلفه السيل ويتركه وقيل إنهم يعرضون صفاً بعد صف كصفوف الصلاة.

  قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً