البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة مريم & مكية

صفحة 485 - الجزء 2

  فيكون فيه براءة ساحتها، وقيل إن من صام في ذلك الزمان لم يكلم الناس فأذن لها في ذلك المقدار من الكلام.

  قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ٢٧} قيل إنه القبيح من الافتراء وقيل إنه الأمر العجيب وهو العظيم من الأمر.

  قوله تعالى: {يَاأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ} قيل إن هارون الذي نسبت إليه كان رجلاً صالحاً من بني إسرائيل ينسب إليه كل من يعرف بالصلاح {وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ٢٨} أي زانية وسميت الزانية بغياً لأنها تبغي الزنا أي تطلبه.

  قوله تعالى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ} أي كلموه وأشارت بالجواب إليه استكفافاً وليكون كلامه لها برهاناً {قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ٢٩} يعني من هو فـ (كان) في هذا الموضع زائدة صلة. وفي المهد وجهان أحدهما: أنه كان سرير الصبي المعهود لمنامه فلما تكلم قال: إن هذا الأمر عظيم {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَانِيَ الْكِتَابَ} أي سيؤتيني {وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ٣٠} أي سيجعلني نبياً والكلام في المهد من مقدمات نبوته.

  قوله تعالى: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} أي نفاعاً أماراً بالمعروف ناهياً عن المنكر معلماً للخير {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ} أي الصلاة ذات الركوع والسجود ويجوز أن تكون الصلاة بمعنى الإخلاص والدعاء {وَالزَّكَاةِ} أي زكاة الأموال ويجوز أن يكون لتطهير الذنوب.

  قوله تعالى: {.. وَالسَّلَامُ عَليَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ٣٣} أي السلامة لي من الخطايا والذنوب يوم أموت ويوم أبعث من الضلالة ومن العمى.

  قوله ø: {ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ٣٤} أي كلمة الحق والحق هو الله ø، والذي فيه