البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة مريم & مكية

صفحة 486 - الجزء 2

  يمترون: أي يشكون ويختلفون لأنهم اختلفوا في الله تعالى وفي عيسى فقال بعضهم: هو الله تعالى، وقال آخرون: هو ابن الله، وقال آخرون: هو ثالث ثلاثة، وهذه الأقوال الثلاثة للنصارى فقلنا لهم: هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم، ونسبته اليهود إلى غير رشدة فهذا الذي فيه يمترون.

  قوله تعالى: {... أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} فيه وجهان أحدهما [لأن كانوا في الدنيا صماً وعمياً عن الحق فما أسمعهم وأبصرهم به يوم القيامة]. والثاني: أسمع بهم اليوم وأبصر كيف نصنع بهم غداً يوم القيامة.

  قوله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ} أي يوم القيامة إذ قضي عليهم العذاب وانقطعت التوبة واستحقوا العقاب.

  قوله تعالى: {... لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ٤٦} أي لأرجمنك بالحجارة حتى تتباعد مني واهجرني مليا أي طويلا.

  قوله تعالى: {قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ} قابل جفوة أبيه بالبر تأدية لحق أبيه وشكراً لسالف التربية ثم قال: {سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي} أي سأستغفر لك إن تركت عبادة الأوثان وأدعو لك بالهداية التي تقتضي الغفران {إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ٤٧} أي مقرباً مكرماً.

  قوله ø: {... وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ٥٠} أي جعلنا لهم ذكراً حسناً وثناء جميلا.

  قوله تعالى: {.. وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ} والطور جبل في الشام نادى الله تعالى أي خلق الله النداء من ناحية الجبل اليمنى {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ٥٢} أي شرفناه وعظمناه في المناجاة وسماع الكلام والنجوى هو الكلام في الخلوة.

  قوله تعالى: {... وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ٥٧} أي في أعلى المكان