البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة طه مكية

صفحة 492 - الجزء 2

  الرسالة والنبوة ويجوز أن يكون جئت على موعد قال الشاعر:

  نال الخلافة أو كانت له قدر ... كما أتى ربَّهُ موسى على قدر

  {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ٤١} أي لرسالتي.

  قوله تعالى: {وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ٤٢} أي لا تفترا في أمري ولا تضعفا في رسالتي.

  قوله تعالى: {.. فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا} أي لطيفاً رفيقاً ليكون أكمل للحجة عليه وأبلغ في الإنذار وكنية فرعون أبو الوليد.

  قوله تعالى: {إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا} أي يعجل قال الراجز:

  قد فرط التعجيل علينا وعجل

  والثاني: عذاب الفارط في الذنب وهو المتقدم فيه {أَوْ أَنْ يَطْغَى ٤٥} في قتلنا.

  قوله تعالى: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ٥٠} من الاستطاعة والقدرة والآلات ثم هدى أي سن طريق الخير وطريق الشر.

  {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى ٥١} وهذا جمع قرن والقرن أهل كل عصر مأخوذ من اقترانهم وهو عبارة عن كل عصر يكون فيه نبي أو إمام يقترن بهم أهل ذلك الوقت وإنما سأل فرعون موسى # عن القرون هل كانوا على ما دعاه إليه موسى من الإقرار بالله وتصديق رسله أو كانوا بخلافه.

  قوله تعالى: {... إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى ٥٤} يعني لأولي العقول وإنما سموا بذلك لأنهم ينهوا النفوس عن القبيح ويهلون إلى أوامر