البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة طه مكية

صفحة 493 - الجزء 2

  الله ø.

  قوله تعالى: {.. وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى ٥٦} يعني التي آتاها الله موسى فكذب الخير وأبى الطاعة.

  قوله ø: {.. لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى ٥٨} أي عدلاً وسطاً، وقيل: وهذا الوعد بطن الوادي قال الشاعر:

  وجدنا أبانا كان حل ببلدة ... سوى بين قيس قيس غيلان والقرن

  ويجوز أن يكون مستوياً يبين للناس ما بينا فيه.

  قوله تعالى: {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ} أي يوم عيد كان لهم وقيل يوم سوق كانوا يتزينون بها.

  قوله تعالى: {.. قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ} أي لا تكذبوا عليه فيسحتكم بعذاب أي يستأصلكم ويهلككم كما قال الفرزدق:

  و ... زمان بابن مروان لم يدع ... من المال إلا مسحت أو مخلف

  قوله تعالى: {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى ٦٢} حيث قال لهم: {وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} قالوا: هذا ليس بكلام ساحر، وقيل: إن النجوى كانت في قولهم: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} أراد بهما موسى وهارون {يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ} وقيل إنهم أسروا النجوى بأن قالوا: إن غلبنا موسى تبعناه. {وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى ٦٣} أي يذهب بأهل الشرف والعقل والتقدم والمثلى تأنيث الأمثل.