سورة طه مكية
  قوله تعالى: {.. قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ٦٦} وفي أمر موسى # للسحرة بالإلقاء قولان أحدهما: أن الأمر وإن جاء بلفظه فإن معناه الخبر وتقديره ألقوا إن كان إلقاؤه عندكم حجة.
  والثاني: أمرهم على وجه الاعتبار ليظهر لهم صحة نبوته ووجوب حجته وإنما أبطل السحر لم يكن سحراً وعدد السحرة كانوا ثلاثمائة ألف ساحر.
  قوله تعالى: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ} أي إلى من حضره {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى ٦٧} لما رأى أن يلتبس أمرهم على عامة الناس فيحسبون ذلك صحيحاً.
  {قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى ٦٨} تثبيتاً لنفسه وإزالة لما أشفق منه {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا} أي تأخذها بفيها ابتلاعاً قيل كان عدد الحبال والعصي حمل ثلاثمائة بعير، ثم أخذها موسى ورجعت في يده إلى ما كانت.
  {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا} طاعة لله ø تصديقاً لموسى فيما جاء به {قَالُوا ءَامَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى ٧٠} أي بالرب الذي دعا إليه هارون وموسى لأنه رب لهما ولجميع أهل الخلق.
  {قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ} أي لا نختارك على ما عند الله تعالى لنا من الثواب في طاعتنا لرسوله من بعدما أظهر من الآيات ما عجزنا عن مثلها، وقيل: إن امرأة فرعون كانت تسأل عمن غلب فقيل لها موسى وهارون فقالت: آمنت برب موسى وهارون؛ فأرسل إليها فرعون فقال: خذوا أعظم صخرة تجدونها فإن أقامت على قولها فألقوه عليها فلما أتوها رفعت بصرها إلى السماء وتشهدت وخرج روحها إلى الجنة