البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة طه مكية

صفحة 495 - الجزء 2

  وألقيت الصخرة على جسدها وليس فيه روح.

  قوله تعالى: {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} أي اصنع ما أنت صانع واحكم بما أنت حاكم.

  {وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ٧٣} أي خير منك إن أطيع ثواباً وإن عُصي عقاباً.

  قوله تعالى: {... لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى ٧٧} أي دركاً من فرعون أن يضلك، ولا تخشى غرقاً في البحر إن غشيك.

  قوله تعالى: {... فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} قرئ بضم الحاء وكسرها؛ فمن ضم أراد وينزل، ومن كسر فإنه أراد ويجب {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى ٨١} في النار.

  {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ٨٢} أي غفار لمن تاب من الكفر وآمن يعني بالله ورسوله وعمل صالحاً يريد العمل بأوامره والوقوف عند نواهيه ثم اهتدى أي لم يشك في إيمانه حتى يموت ملتزماً بالهداية، وقيل: ثم اهتدى أي إلى ولاية أهل بيت محمد ÷.

  قوله تعالى: {... فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا} والأسف أشد الغضب والندامة والحزن على محزون فائت {قَالَ يَاقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا} وهو الوعد بالنصر والظفر وما قال بأنه غفار لمن تاب {فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي ٨٦} وكان وعدهم أن يقيموا على أمره فاختلفوا.

  {قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا} أي بطاقتنا ويحتمل لم يملك المؤمنون السفهاء {وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ} أي حلي من حلي آل فرعون لأن موسى أمرهم أن يستعيروا من حليهم والأوزار هي الأثقال