سورة الأنبياء
  بضغث ليبر في يمينه {فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَءَاتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ} قيل إنه كان لأيوب سبعة بنين وسبع بنات وكان الله قد أماتهم قبل آجالهم فلما كشف الله عنه الضر أحيا له بنيه وبناته وولد له بعد ذلك مثلهم ورزق من نسلهم.
  {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ ٨٥} وذا الكفل كان نبياً كفل بأمر ووفى به فضوعف ثوابه.
  قوله تعالى: {وَذَا النُّونِ} وهو يونس بن متى لأن النون ابتلعه ومنه قول الشاعر:
  يا حبذا القصر نعم القصر والوادي ... وحبذا أهله من حاضر بادي
  يرقى قراقيره والوحش راتعة ... والضب والنون والملاح والحادي
  يعني أنه يجتمع فيه صيد البر والبحر وأهل الماء والظهر وأهل البدو والحضر. {إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا} أي من قومه ومراغماً للجبار الذي كان في وقته وكان خروجه بغير إذن من الله تعالى لأنه اعتقد أن فعله طاعة {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} أي لن نضيق عليه رزقه من قوله: {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ}[الطلاق: ٧]، أي ضيق عليه.
  {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ} أي ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة جوف الحوت {أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ٨٧} أي لنفسي في الخروج بغير إذن ربي ولم يكن ذلك من الله تعالى له عقوبة لأن الأنبياء $ لا يجوز أن يعاقبوا بما كان تأديباً وقد يؤدب نم لا يستحق العقاب كالصبيان.
  قوله تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} والاستجابة ثواب من الله للداعي {وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ} أي من بطن الحوت. وروينا أنه لبث في بطن الحوت