البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الأنبياء

صفحة 511 - الجزء 2

  ثلاثة أيام، وروي أنه لبث أربع ساعات ثم فتح الحوت فاه فرأى ضوء الشمس فقال: {سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ٨٧} فلفظه الحوت.

  قوله تعالى: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا} أي وحيداً بغير ولد {وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ٨٩} أي خير من ترث العباد من الأهل والأولاد ليجعل رغبته في الولد لا ضناً بالمال ولكنه يكون له خلفاً صالحاً وفي النبوة تالياً {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} أي أنها كانت عاقراً فجعلها ولوداً لأنها ولدت وزكريا ابن اثنتين وسبعين سنة وهي قريبة السن منه {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} أي يبادرون بالأعمال الصالحة يعني زكريا وامرأته ويحي {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} أي رغباً في ثوابنا ورهباً من عقابنا {وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ٩٠} أي متواضعين.

  قوله ø: {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} أي عفت فامتنعت من الفاحشة {فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا} أي أجرينا فيها روح المسيح كما يجرى الهواء بالنفخ وأضاف الروح إليه تشريفاً له {وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا ءَايَةً لِلْعَالَمِينَ ٩١} لأنها حملت به من غير مسيس ذكر، وولد عيسى من غير ذكر مع كلامه في المهد تنزيهاً لها من الفاحشة فكانت هذه هي الآية.

  قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} أي دينكم دين واحد وتقطعوا أمرهم بينهم أي اختلفوا وتفرقوا.

  قوله تعالى: {... وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ٩٥} إلى الدنيا.

  قوله تعالى: {... حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} أي فتح لها السد وهو من أشراط الساعة، وروينا عن أم سلمة زوج النبي ÷