البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الأنبياء

صفحة 512 - الجزء 2

  أن رسول الله ÷ قام قائماً في بيتها فقال: «لا إله إلا الله ثلاثاً ويل للعرب من أمر قد اقترب قد فتح اليوم من سد يأجوج ومأجوج مثل هذا وأشار بيده إلى عقد التسعين».

  ويأجوج ومأجوج هما أخوان لأب وأم وهما من ولد يافث بن نوح وفي اشتقاق اسمهما قولان: أنه مشتق من أججت النار، والثاني: من الماء الأجاج.

  {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ٩٦} أي يخرجون قال امرئ القيس:

  فسلي ثيابي عن ثيابك تنسلي

  ويجوز أن يكون بمعنى يسرعون قال الشاعر:

  عسلان الذئب يمشي عارثا ... برد الليل عليه فنسل

  قوله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} حطبها ويجوز أن يكون المعنى يرمون فيها كما يرمى بالحصى حتى كأن جهنم تحصب قال الفرزدق:

  مستقبلين شمال الشام تضربنا ... بحاصب كنديف القطن منثور

  يعني البلح وقرئ بالضاد معجمة يقال (النار حضب) بالضاد المعجمة إذا خبت فألقت فيها ما يشعلها من الحطب.

  قوله تعالى: {... إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى} أي الطاعة لله ø سعد بها {أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ١٠١} يعني من جهنم وهذه الآية عامة في كل من سبقت لهم الحسنى.

  قوله تعالى: {.. لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ} أي أهوال الآخرة وحين