البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الحج

صفحة 517 - الجزء 2

  أبوك الذي أجرى علي بنصره ... فانصب عن عيني كل غافل

  ويقال: الأرض الممطورة منصورة، والنصر في الدنيا بالغلبة وفي الآخرة بظهور الحجة {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ١٥} أي فليمدد بحبل ثم ليقطع النصر والجزاء عن محمد ثم لينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ من زوال الوحي والنصر عنه.

  قوله تعالى: {... وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} يعني ومن يهن الله فيدخله النار ويشقيه بها فما له من مكرم يدخله الجنة ويسعده بها {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ١٨} من الإشقاء والإسعاد والثواب والعقاب.

  قوله ø: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} وهذه الآية نزلت في ثلاثة نفر من المسلمين قتلوا ثلاثة من المشركين يوم بدر ومنهم أمير المؤمنين علي # قتل الوليد بن عتبة، وحمزة بن عبدالمطلب قتل عتبة بن ربيعة وعبيدة بن الحارث قتل شيبة بن ربيعة.

  وفي قوله: {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ} أي ينضج ويشوى كما قال العجاج:

  شق الشقافيف السوي المصطهر

  ومنه صهرت الشحم إذا أذبته قال ابن أحمد:

  تروي لقاء الفتى في صفصف ... تصهره الشمس فلا ينصهر

  قوله تعالى: {... وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} والطيب من القول هو الإيمان والقرآن وذكر الله ø.