سورة الحج
  أَلِفَ الصفون فلا يزال كأنه ... مما يقوم على الثلاث كسيرا
  قوله تعالى: {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} أي إذا سقطت جنوبها إلى الأرض ومنه قولهم: وجب الحائط إذا سقط ووجبت الشمس إذا غربت قال أوس بن حجر:
  ألم نكشف الشمس شمس النهار ... والبدر بالجبل الواجب
  {فَكُلُوا مِنْهَا} والأكل منها مستحب إذا تطوع بها وإنما ورد هذا الأمر بعد حظر لأن أهل الجاهلية كانوا يحرمونها على نفوسهم {وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} فالقانع السائل والمعتر الذي يتعرض للسؤال ولا يسأل قال الشماخ:
  لمال المرء يصلحه فيغني ... مفارقه أعف من القنوع
  أي من السؤال.
  قوله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا} أي لا يتقبل الله الدماء ولكن يتقبل التقوى وقيل: إن أهل الجاهلية كانوا إذا ذبحوا رفعوا أيديهم فاستقبلوا الكعبة بدمائها فأراد المسلمون أن يفعلوا ذلك فأنزل الله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا}.
  {كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ} أي ذللها لكم يعني الأنعام {لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} يعني التسمية عند الذبح على ما هداكم أي أرشدكم إليه من حجكم {وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ٣٧} أي بالقبول والجنة.
  قوله تعالى: {... وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ} أي ولولا دفع الله عن الدين بالأئمة والمجاهدين من أوليائهم {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ