البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة المؤمنين مكية

صفحة 530 - الجزء 2

  يكون بالهجر من الكلام القبيح وهذا إنكار من الله تعالى عليهم حين تسامروا على الحق على ظهور.

  قوله تعالى: {... وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} والحق هو الله ø أي لو اتبع الله ما يشتهون لفسدت السماوات والأرض {وَمَنْ فِيهِنَّ} هو ما بينهما من خلق.

  قوله تعالى: {بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ} أي بيان الحق لهم {فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ ٧١} ويجوز أن يكون الذكر بمعنى الشرف أي فهم عن شرفهم معرضون.

  قوله تعالى: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا} يعني أجراً {فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ} أي فرزق ربك خير في الدنيا والفرق بين الخرج والخراج أن الخراج من الرقاب والخرج من الأرض.

  قوله تعالى: {... وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ ٧٤} أي لحائرون معرضون.

  قوله تعالى: {... حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ} قيل إن النبي ÷ دعا عليهم فقال: «اللهم اجعل عليهم سنين كسنين يوسف» فأقحطوا سبع سنين وقيل قتلهم بالسيف يوم بدر {إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ٧٧}.

  {.. وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ} أي خلقكم.

  قوله تعالى: {وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} فيه تأويلان أحدهما تدبيرهما بالزيادة والنقصان، والثاني: تكررهما يوماً بعد ليلة، وليلة بعد يوم.

  {... وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ} أي يمنع ولا يمنع منه فاحتمل ذلك وجهين أحدهما: في الدنيا لمن أراد هلاكه لم يمنعه منه مانع، ومن أراد نصره