البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الفرقان

صفحة 556 - الجزء 2

  الكفار فيما يقولون أنهم ما اتخذوهم أولياء من دونه {فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا} يعني صرف العذاب عنهم ولا ينتصرون، ويحتمل أن يكون المعنى ما يستطيعون صرفك يا محمد عن الحق ولا نصر أنفسهم من عذاب التكذيب.

  قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً} أي بالعذاب في الدين ويحتمل أن يكون معنى الفتنة هو افتتان الفقير بالغني أن يقول لو شاء لجعلني غنياً والأعمى بالبصير والسقيم بالصحيح {أَتَصْبِرُونَ} على محبتهم به من هذه الفتنة وفيه اختصار وتقديره أم لا تصبرون {وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ٢٠} بمن يصبر ممن يجزع.

  قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا} أي لا يخشون ومنه قول الشاعر:

  إذا لسعته النوب لم يرج لسعها ... وخالفها في بيت نوب عوامل

  وقيل: معناه لا يبالون قال الشاعر:

  لعمرك ما أرجو إذا كنت مسلما ... على أي حال كان في الله مصرعي

  والثالث: معناه ما يأملون قال الشاعر:

  أترجو أمة قتلت حسيناً ... شفاعة جده يوم الحساب

  {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ} المعنى ليخبرونا أن محمداً نبي ويكونوا رسلاً إلينا من ربهم {أَوْ نَرَى رَبَّنَا} فيأمرنا باتباع محمد ÷ وتصديقه {لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ٢١}