البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الفرقان

صفحة 558 - الجزء 2

  فتفل في وجهه وتبرأ منه فاشتد ذلك على رسول الله ÷ فأنزل الله تعالى فيه مخبراً عنه بما هو صائر إليه: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} والتي بعدها.

  قوله تعالى: {.. وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْءَانَ مَهْجُورًا ٣٠} بإعراضهم عنه وقولهم القبيح فيه.

  قوله ø: {.. وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَاحِدَةً} في تأويل ذلك من الكفار قولان أحدهما: أنهم كفار قريش والثاني أنهم اليهود قالوا حين رأوا نزول القرآن مفرقاً هلا نزل عليه القرآن جملة واحدة {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} معناه كذلك أنزلناه مفرقاً لنثبت به فؤادك فيه وجهان أحدهما أنه كان أمياً ولم ينزل القرآن مكتوباً فكان نزوله مفرقاً أثبت في فؤاده وأعلق بقلبه. والثاني: لنثبت به فؤادك باتصال الوحي ومداومة نزول القرآن فلا تصير بانقطاع الوحي مستوحشاً {وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ٣٢} أي ورسلناه ترسيلا أي شيئاً بعد شيء وقد يكون بمعنى فصلناه تفصيلا بيناه تبيينا.

  قوله تعالى: {... وَأَصْحَابَ الرَّسِّ} قيل: إن الرس قرية من قرى اليمامة ويقال لها الفلح وقيل إنها اسم بئر إذا حفرت فلم تطوى فهي الرس قال زهير:

  بكرن بكوراً واستحرن بسحرة ... فهن وواد الرس كاليد في الفم

  وقيل: إنهم قوم أرسل إليهم رسول فأجلوه وهم أول من علم نساؤهم السحر.

  قوله تعالى: {.. وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ}