سورة الفرقان
  وهي سدوم قرية لوط ومطر السوء الحجارة التي رموا بها والذين أتوا عليها قريش {أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا} أي يعتبرون بها {بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا ٤٠} أي لا يخافون بعثاً.
  قوله ø: {... أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} ومعنى الكلام أن الجاهلية أن الرجل يعبد حجراً قد استحسنه فإذا رأى أحسن منه عبده وترك الأول والآية عامة في كل من اتبع هواه في كل ما دعاه إليه {أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ٤٣} أي حفيظاً، ويجوز أن يكون بمعنى كفيلا.
  قوله تعالى: {.. أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} هو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس والفرق ما بين الظل والفيء من جهتين أحدهما: أن الظل ما قبل طلوع الشمس، والفيء ما بعد طلوعهما. والثاني: أن الظل الزوال، والفيء ما بعده {وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا} أي دائماً {ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ٤٥ ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ٤٦} أي سهلا.
  قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا} يعني غطاء لأنه يستر كما يستر اللباس {وَالنَّوْمَ سُبَاتًا} فيه وجهان أحدهما أنه مسبوت بالنوم لا يعقل كالميت والثاني يعني راحة لقطع العمل فيه ومنه سمي يوم السبت لأنه يوم راحة بترك العمل {وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ٤٧} فيه وجهان أحدهما لانتشار الروح باليقظة مأخوذ من نشور البعث، والثاني: لانتشار الناس في معائشهم.
  قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} وهي الجنوب والشمال والصبا لأنها لواقح وريح العذاب واحدة وهي الدبور لأنها لا تلقح {بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} قرئت (نشرا) بالنون وقرئت (بشرا) بالباء فمن قرأ نشراً بالنون فمعناه حياة لخلقه كحياتهم بالنشور، وقرئ بالباء ففيه وجهان أحدهما لأنها بشر بالمطر، والثاني: لأن الناس يستبشرون بها، وقوله: {بَيْنَ