البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة القصص

صفحة 588 - الجزء 2

  ذكر موسى وقيل الفارغ الوالد ومعنى أصبح أي صار كما قال الشاعر:

  أصبحت المذمة للوليد

  {إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ} أي تبدي أنه ابنها {لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} يعني بالإيمان والعصمة {لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ١٠} وقد كانت من المؤمنين ولكن تكون من المصدقين بـ {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ٧}.

  قوله تعالى: {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} أي استعلمي خبره وتتبعي أثره {فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ} فيه قولان أحدهما: عن جانب، والثاني: عن بعيد ومنه قول علقمة:

  من عبده نائلاً في جنابه ... فإني امرء وسط القباب غريب

  قوله تعالى: {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ١١} أنها أخته؛ لأنها كانت تسير على ساحل البحر حتى رأتهم قد أخذوه.

  قوله تعالى: {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ} لأن المراضع عرضن عليه فأباهن ولم يقبلهن {فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ١٢} وهذا قول أخته حين رأته لا يقبل المراضع فقالوا لها عند قولها لهم وهم له ناصحون: وما يدريك لعلك تعرفين أهله؟ فقالت: لا، ولكنهم يحرصون على مسرة الملك ويرغبون في محبوبه.

  قوله ø: {فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ} قيل إن أخته انطلقت إلى أمه فأخبرتها فجاءت فلما وضعته في حجرها نزل إلى ثديها فمصه حتى امتلأ