سورة القصص
  جنباه ريا وانطلق البشير إلى امرأة فرعون: أن قد وجدنا لابنك ظئراً، وقيل إن فرعون كان يعطي أم موسى على إرضاع موسى كل يوم دينار، وقيل إنه قال لأم موسى حين ارتضع منها: كيف ارتضع منك ولم يرتضع من غيرك؟ قالت: إني امرأة طيبة الريح طيبة اللبن لا أكاد أوتى بصبي إلا ارتضع مني. وكان من لطف الله تعالى أن جعل إلقاء موسى في البحر سبباً لنجاته وسخر فرعون لتربيته وهو يقتل الخلق من أبناء بني إسرائيل لأجله وهو في بيته وتحت كنفه.
  {وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} في قوله: {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ٧} {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ} يعني من قوم موسى {لَا يَعْلَمُونَ ١٣} كيف علمها.
  قوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} قيل الأشد ثلاث وثلاثون سنة، وقيل عشرون سنة، وقيل أربعون سنة {وَاسْتَوَى} يعني اعتدل القوة وانتهى الشباب {ءَاتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} والعلم الفهم والفقه فيما في دينه من الشرائع والحدود.
  قوله ø: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ} وهي مصر {عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا} قيل دخلها وهم قائلون، وقيل: دخلها ما بين المغرب والعشاء، وقيل على غفلة منهم لبعد عهده به {فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ} والذي كان من شيعته إسرائيلي والذي كان من عدوه قبطي {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} قيل إن القبطي سخر الإسرائيلي حطباً لمطبخ فرعون فأبى عليه واستغاث بموسى وكان القبطي خبازاً لفرعون {فَوَكَزَهُ مُوسَى} قيل وكزه بعصاة وقيل وكزه بكفه أي دفعه والوكزة واللكزة واحدة، وقيل الوكزة في الصدر واللكزة في الظهر ففعل موسى ذلك وهو لا يريد قتله وإنما يريد دفعه