البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة القصص

صفحة 590 - الجزء 2

  {فَقَضَى عَلَيْهِ} أي قتله {قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} وقيل: لم يكن يحل قتل الكافر يومئذ في تلك الحال لأنها كانت حال كف عن القتال.

  قوله تعالى: {.. قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ} من النبوة والمعرفة {فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ ١٧} أي عوناً قال ذلك فابتلي لأن صاحبه الذي أعانه دل عليه.

  قوله تعالى: {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا} من قتل النفس أن يؤخذ بها {يَتَرَقَّبُ} يعني يتربص وينتظر {فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ} يعني الإسرائيلي الذي كان قد خلصه بالأمس ووكز من أجله حتى قتله استصرخه فاستصرخه على رجل آخر من القبط خاصمه {قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ ١٨} وإنما قال ذلك للقبطي فظن الإسرائيلي أنه عناه فجاءه {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا} وهو القبطي لأن موسى # أخذته الرقة على الإسرائيلي قال الإسرائيلي: {يَامُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ} فيه قولان أحدهما: أن الإسرائيلي رأى غضب موسى عليه وقوله: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ ١٨} فخاف أن يقتله قال: {أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ} والثاني أن الإسرائيلي خاف أن يكون موسى يقتل القبطي فيقتل به الإسرائيلي فقال ذلك دفعاً لموسى عن قتله فانطلق وأشاع أن المقتول قتله موسى بالأمس.

  {إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ} يعني قتالاً في الأرض فإن الجبابرة القتل بغير حق {وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ١٩} أي ما هكذا يكون الصلاح.

  قوله تعالى: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى} وهو: مؤمن آل