سورة القصص
  قوله تعالى: {... وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا} وهو خطاب للنبي ÷ وما كنت يا محمد بجانب الطور إذ نادينا موسى.
  قوله تعالى: {... قَالُوا سَاحِرَانِ تَظَاهَرَا} وقرئ سحران تظاهرا، ومن قرأ ساحران فالمراد به موسى وهارون ومن قرأ سحران فالمراد به التوراة والقرآن.
  قوله تعالى: {... وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ} معناه بينا لهم وقيل معناه تممنا كطلبك الشيء بالشيء، والثالث: أتبعنا بعضه بعضاً، والقول: هو ما أخبر الله به ø من أخبار الدنيا والآخرة وخبر من أهلك من قوم نوح بكذا وقوم صالح بكذا وقوم هود بكذا {لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ٥١} ومعنى يتذكرون أي يخافون أن ينزل بهم مثل ما نزل بمن قبلهم، ويجوز أن يكون المعنى يتعظون بالقرآن عن عبادة الأوثان.
  {الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ٥٢} يعني الذين آتيناهم التوراة والإنجيل من قبل القرآن هم بالقرآن يؤمنون. وفيه وجه ثان: وهو أن يكون المعنى والذين آتيناهم الكتاب من قبل محمد هم بمحمد يؤمنون.
  وفي سبب نزولها قولان أحدهما: أنها نزلت في عبدالله بن سلام وتميم الرازي والجارود العبدي وسلمان الفارسي أسلموا فنزلت فيهم هذه الآية والتي بعدها.
  والثاني: أنها نزلت في أربعين رجلاً من أهل الإنجيل كانوا مؤمنين بالنبي ÷ قبل مبعثه اثنان وثلاثون من الحبشة أقبلوا مع جعفر بن أبي طالب وقت قدومه، وثمانية قدموا من الشام منهم بحيرى وأبرهة والأشرف وعامر وإدريس ونافع؛ فأنزل الله فيهم هذه الآيةوالتي