سورة القصص
  اللَّهَ} وتقدير الكلام وكأن الله والياء زائدة صلة غير أن الياء جعلت للتثنية وقيل معناه (ويك أن الله) يفصل بين الكاف والألف وجعل ويك بمعنى ويح ومنه قول الشاعر:
  ولقد سقى نفسي وأبرى سقمها ... قتل الفوارس ويك عنترة أقدم
  {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ} معناه بخير فإن كان الغنى خيراً له أغناه وإن كان الفقر خيراً له أفقره.
  قوله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ يعني الجنة نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا} يعني بغياً وتكبراً وظلماً وتجبراً فلا يجزعون من ذلها ولا يتنافسون في عزها ولا فساداً الأخذ بغير حق وارتكاب المعاصي {وَالْعَاقِبَةُ} يعني الجنة {لِلْمُتَّقِينَ ٨٣}.
  قوله تعالى: {.. إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ} أي أوجب عليك العمل به وحملك تأديته وكلفك إبلاغه {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} يعني مكة.
  قوله تعالى: {... كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} يعني إلا هو لأن العرب تعبر عن الوجه وتريد به نفس الشيء تقول: هذا وجه الرأي وقيل: الوجه العمل، شعراً:
  أستغفر الله ذنباً لست محصية ... رب العباد إليه الوجه والعمل
  أي القضاء في خلقه بما يشاء من أمره. والثاني ليس لعباده أن يحكموا إلا بأمره {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٨٨} فيثيب المحسن ويعاقب المسيء.