البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الروم مكية بالاتفاق

صفحة 611 - الجزء 2

  صلاة النهار، والتسبيح بالليل أخص فسميت به صلاة الليل.

  والفرق بين المساء والعشاء أن المساء بدو الظلام بعد المغيب، والعشاء آخر النهار عند ميل الشمس للمغيب، وهو مأخوذ من عشى العين وهو نقص النور من الناظر لنقص نور الشمس فكأن هذه الآية جامعة لأوقات الصلوات الخمس.

  قال الإمام الناصر لدين الله #: كل صلاة ذكرت في كتاب الله ø قبل الليلة التي أسري برسول الله ÷ فيها فليست من الصلوات الخمس لأنها فرضت في الليلة التي أسري به فيها وذلك قبل الهجرة بسنة وهذه الآية نزلت بعد ليلة الإسراء وقبل الهجرة.

  قوله ø: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} قد ذكرنا ما فيه من التأويلات في سورة آل عمران {وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} يعني بالنبات لأنها حياة أهلها فصار كالحياة لها {وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ١٩} كما أحيى الأرض بإخراج النبات كذلك يحييكم بالبعث والنشور.

  قوله تعالى: {.. وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} يعني آدم خلقت من طينته حواء. والثاني: أنه خلق سائر الأزواج من أمثالهم من الرجال والنساء {لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} أي لتستأنسوا إليها لأنه جعل بين الزوجين من الأُنْس ما لم يجعله بين غيرهما {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} المودة المحبة والرحمة الشفقة والرحم بين الزوجين {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ٢١} في البعث بعد الموت.

  قوله تعالى: {وَمِنْ ءَايَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي دلالات يعجز الخلق عن إحداث مثلها {وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} اختلاف الألسنة المراد به الكلام وللعرب كلام وللفرس كلام وللروم