سورة الأحزاب مدنية
  أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا} يعني أهل دينكم وإخوانكم من المسلمين فإن الواجب الإحسان إليهم والمعروف لديهم {كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ٦} وهو موالاة الأولياء ومعاداتهم والكتاب أراد به القرآن لقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة: ٢].
  قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} والميثاق هو العهد إليهم وأن يصدق بعضهم بعضاً، وأن يبلغ الكل منهم ما أرسل به من أحكام الله تعالى وشرائعه {وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} وإنما قدم ذكره ÷ لشرفه عليهم.
  {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ} يعني ليسأل الأنبياء عما أجابوا به قومهم.
  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} يعني به يوم الأحزاب حين أنعم الله عليهم بالصبر ثم النصر إذ جاءتكم جنود أبي سفيان بن حرب وعيينة بن حصن وطلحة بن خويلد وأبو الأعور السلمي وبنو قريظة {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} والريح كانت الصبا أرسلت عليهم يوم الخندق حتى كفأت قدورهم ونزعت فساطيهم ولذلك روينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «نصرت بالصبا وخذلت عاد بالدبور». {وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} وهم الملائكة.
  {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ} يعني من فوق الوادي وهو أعلاه من قبل المشرق جاءت عوف بن مالك من بني النضير وعيينة بن حصن في أهل نجد، وطلحة بن خويلد الأسدي في بني أسد، وأبو الأعور السلمي ومعه حيي بن أخطب اليهودي في يهود بني قريظة مع عامر بن الطفيل من وجه