البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الأحزاب مدنية

صفحة 652 - الجزء 2

  المشركين والإرجاف التماس الفتنة وسميت الأراجيف لاضطراب الأصوات بها {لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} يعني لنسلطنك عليهم {ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ٦٠} يعني في المدينة لأنه ينفيهم عنها.

  قوله تعالى: {.. سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ} وسنة الله في الذين خلوا من قبل هو من أشرك بالله قبل ومن نافق بعد {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ٦٢} يعني تغييراً وتحويلا.

  قوله تعالى: {... وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا} عنوا بهم من كانوا [يأمرونهم] بالضلال وينهونهم عن الرشاد {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ٦٧} يعني طريق الإيمان والهداية، وهذه الآية نزلت في اثني عشر رجلاً من كفار قريش هم المطعمون يوم بدر.

  قوله تعالى: {رَبَّنَا ءَاتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ} يعني أضعف عليهم الانتقام في الدنيا والعذاب في الآخرة.

  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ ءَاذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا} يعني لا تؤذوا محمداً فتكونوا كالذين آذوا موسى، والذي آذوا به رسول الله ÷ أن النبي ÷ قسم قسماً فقال رجل من الأنصار: إن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله فذكر ذلك للنبي ÷ فغضب فقال: «رحم الله موسى فقد أوذي بأكثر من هذا».

  والذي أوذي به موسى فصبر ما رويناه عن أمير المؤمنين # أن موسى وهارون @ صعد هو وهارون الجبل فمات هارون فقال بنو إسرائيل لموسى: أنت قتلته كان ألين لنا منك وأشد حباً فآذوه في ذلك فأمر الله الملائكة فحملته فمروا به على مجالس بني إسرائيل فتكلمت