البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة سبأ مكية

صفحة 654 - الجزء 2

  قال الإمام الناصر لدين الله #:

سورة سبأ مكية

  : قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} يعني الذي خلق ما في السماوات وما في الأرض وملكه {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ} وهو حمد أهل الجنة من غير تكليف سروراً بالحمد كقوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ}⁣[الزمر: ٧٤]، و {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ}⁣[فاطر: ٣٤]، {وَهُوَ الْحَكِيمُ} في فعله {الْخَبِيرُ ١} بخلقه.

  قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ} يعني من مطر وغيره من الموتى {وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا} يعني من النبات والكنوز والمعادن {وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} يعني الملائكة تنزل بالوحي وترجع إلى أماكنها.

  {... وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي ءَايَاتِنَا مُعَاجِزِينَ} يعني لا يعجزوننا هرباً ولا يفوتوننا طلباً، وقرئ (معجزين) أي مبطئين مثبطين الناس عن اتباع رسول الله ÷ {أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ ٥} والرجز العذاب والمؤلم الموجع.

  قوله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} والذين أوتوا هو أمير المؤمنين علي # وورثة الكتاب من آل الرسول صلى الله عليهم أجمعين {الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ} يعني القرآن المنزل كله حق وصدق {وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ٦} يعني إلى طاعة الله تعالى وسبيل مرضاته.

  قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا} يعني بالبعث {هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ} يعني سيدنا رسول الله ÷ والقائلين هم كفار قريش {يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} يعني يخبركم إذا أكلتكم الأرض