سورة سبأ مكية
  وروينا أن لقمان # حضر داود عند أول درع عملها فجعل يتفكر فيما يريد بها ولا يدري ما يريد فلم يسأله حتى فرغ منها داود ثم قام فلبسها فقال: نعم جنّة الحرب هذه؛ فقال لقمان عند ذلك: الصمت زين وقليل فاعله.
  قوله تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ} أي وسخرنا لسليمان الريح تغدو مسيرة شهر إلى نصف النهار، وتروح مسيرة شهر إلى آخر النهار؛ فهي تسير في اليوم الواحد مسير شهرين {وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ} أسال له عين القطر من صنعاء ثلاثة أيام كما يسيل الماء، والقطر النحاس المذاب {وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ} أي يطيعه لأنه نبي مطاع مبعوث إليهم مسخر له كفار الجن بإذن ربه يعني بأمر ربه {وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ} أي يعدل {عَنْ أَمْرِنَا} يعني عن طاعتنا وطاعة سليمان –# {نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ١٢} يعني عذاب النار المسعورة.
  قوله تعالى: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ} وهي المساجد {وَتَمَاثِيلَ} وهي الحصون والقصور {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} يعني كالحياض وهي كالجوبة من الأرض {وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} يعني ثابتات لا يزلن عن مكانهن مأخوذ من الجبال الرواسي لثبوتها وثبوت الأرض بها، وتلك القدور باليمن أبقاها آية وعبرة {اعْمَلُوا ءَالَ دَاوُدَ شُكْرًا} وحين قال اعملوا آل داود شكراً قال داود: وكيف أشكرك والشكر نعمة منك؟ قال: (فالآن شكرتني حيث عرفت أن النعمة مني). {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ١٣} يعني الشاكر للنعمة.
  روينا عن أبينا رسول الله ÷ أنه قال حين تلا هذه