سورة سبأ مكية
  الآية أنه قال: «ثلاث من أوتيهن فقد أوتي مثل ما أوتي آل داود: العدل في الرضى والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وخشية الله في السر والعلانية».
  قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ} وروينا عن رسول الله ÷ أن سليمان كان في محرابه متوكياً على عصاه فمات وبقي على حاله قائماً على عصاه سنة والجن لا تعلم بموته وقد كان سأل الله تعالى أن لا يعلموا بموته حتى تمضي عليه سنة وإنما سأل الله تعالى ذلك لأن الإنس كانت تقول في زمان سليمان إن الجن تعلم الغيب فلما مات سليمان مكث قائماً على عصاه ميتاً حولاً {فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ١٤} وذلك أن سليمان # جعل الله له أعواناً من الملائكة فكان يعذب بهم الجن في الهواء من أخطأ منهم وخالف أمره ويأمر لهم بقيود من نار وأسواط من نار، فلو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا معذبين خائفين سطوته وعقابه، وتقرأ دابة الأرض وهي جمع أرضة وهي التي تأكل الخشب والمنسأة العصا قال الشاعر:
  إذا دنيت على المنساة من هرم ... فقد تباعد عنك اللهو والغزل
  وقال عبدالمطلب:
  أمن أجل حبل لا أبا لك صدته ... بمنسأة قد جر حبلك أحبلا
  وأصلها من نسأت الغنم إذا سقتها. وروينا أن سليمان # ابتدأ بيت المقدس في السنة الرابعة من ملكه واستكمل بناه في السنة الحادية عشر من ملكه وقرب بعد فراغه منه اثني عشر ألف ثور ومائة وعشرين