البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة سبأ مكية

صفحة 661 - الجزء 2

  {وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ٢٦} والقاضي العالم بما تخفون وما تبدون.

  قوله تعالى: {... وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا} يعني كفار العرب {لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْءَانِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ} من الأنبياء والكتب.

  {... بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} يعني بل مكرهم في الليل والنهار {إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا} يعني أشباهاً.

  قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا} وهم ذوو النعمة والبطر.

  {وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا} قالوا ذلك للأنبياء والفقراء أي أنهم أولى بما أنعم عليهم من الغنى أن يكونوا على طاعة {وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ٣٥} فيه تأويلان أحدهما أي ما عذبنا بما أنتم فيه من الفقر، والثاني: أي ما أنعم علينا بهذه النعم وهو يريد عذابنا فرد الله تعالى عليهم ما احتجوا به فقال لنبيه: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ} أي فيوسعه {وَيَقْدِرُ} أي فيقتره {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ٣٦} أي أن الله تعالى يوسع على من يشاء ويقتر على من يشاء.

  قوله تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى} أي قربى والزلفة القربة {إِلَّا مَنْ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا} يعني أن أضعاف الحسنة بعشرة أمثالها {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ ءَامِنُونَ ٣٧} يعني غرفات الجنة آمنون من انقطاع النعمة.

  {.. وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} بالأجر في الآخرة إذا أنفقه في طاعة الله ø.

  {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا} يعني المشركين ومن عبدوه من الملائكة {أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ٤٠} وهذا السؤال للملائكة تقرير