سورة سبأ مكية
  وليس باستفهام وإن خرج مخرج الاستفهام {قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ} يعني أنت الذي نواليه بالطاعة دونهم {بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ ٤١} يعني أنهم أطاعوا الجن في عبادتنا فصاروا بطاعتهم عابدين لهم دوننا وعنا بالجن رؤساء الكفر المبالغين فيه كما يشبه المبالغ في السر بالجن {أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ ٤١} أي أكثر المشركين بشياطينهم وأحبارهم مطيعون.
  قوله تعالى: {... وَمَا ءَاتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا} يعني مشركي قريش ما أنزل الله عليهم كتباً يدرسونها فيعلمون بدرسها أن ما جئت به حق وإنما أنزلنا الكتب على الأنبياء فكذبوا بك وبمن كان قبلك من الكتب والأنبياء.
  {وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا ءَاتَيْنَاهُمْ} يعني أنهم ما عملوا معشار ما أمروا به المعشار هو عشر العشر والعشر عشر العشر فيكون جزء من ألف جزء والمراد المبالغة في التقليل {فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ٤٥} أي عقابي وفي الكلام إضمار محذوف وتقديره فأهلكناهم فكيف كان نكير.
  قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ –أي بطاعة الله أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى} أي أن تقوموا لله بالحق ولم يرد القيام على الأرجل كما قال: {وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ}[النساء: ١٢٧]، والمراد بالمثنى مشاور العترة والفرادى هو المنفرد برأيه {ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ} أي ليس برسول الله ÷ من جنون {إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ٤٦} يعني الانتقام بالسيف والعقاب في الآخرة.
  {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ٤٧} أي نذير لكم بين يدي عذاب