سورة يس مكية
  مما يلقى أهل النار فاكهون، وقرئ (فكهون) يعني بغير ألف، وفي اختلاف القولين وجهان أنه سواء ومعناهما واحد يقال: فاكه وفكه كما يقال حاذر وحذر. والثاني: معناهما في اللغة مختلف والفكه الذي يتفكه بالطعام وبأعراض الناس قال الشاعر:
  فكه إلى جنب العرايا إذ غدت ... فكما تبلغ ثابت الأطناب
  وفيه أربعة أوجه: أحدها: ناعمون. والثاني: معجبون. والثالث: فرحون. والرابع: ذو فاكهة كما يقال: شاحم ولاحم أي ذو شحم ولحم كما قال لبيد:
  وغررتني وزعمت أنك لابنٌ بالصيف تامرُ
  أي ذو لبن وذو تمر.
  قوله تعالى: {.. لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ ٥٧} يعني ما يشتهون ويتمنونه مأخوذ من الدعاء.
  قوله تعالى: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ٥٨} فيه تأويلان أحدهما أنه سلام الله تعالى عليهم إكراماً لهم. والثاني: تبشير الله لهم بسلامتهم.
  قوله تعالى: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ٥٩} لأن أهل النار يميزون من أهل الجنة.
  {... وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا} يعني الهوى المتبوع، وروينا الكفر والجبل الجماعة ومنعها من الكلام وهو الختم عليها لأن أعضاءه التي كانت له أعواناً في حق نفسه صارت عليه شهوداً في حق ربه.
  {... وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ٦٥}