البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة يس مكية

صفحة 678 - الجزء 2

  مما يلقى أهل النار فاكهون، وقرئ (فكهون) يعني بغير ألف، وفي اختلاف القولين وجهان أنه سواء ومعناهما واحد يقال: فاكه وفكه كما يقال حاذر وحذر. والثاني: معناهما في اللغة مختلف والفكه الذي يتفكه بالطعام وبأعراض الناس قال الشاعر:

  فكه إلى جنب العرايا إذ غدت ... فكما تبلغ ثابت الأطناب

  وفيه أربعة أوجه: أحدها: ناعمون. والثاني: معجبون. والثالث: فرحون. والرابع: ذو فاكهة كما يقال: شاحم ولاحم أي ذو شحم ولحم كما قال لبيد:

  وغررتني وزعمت أنك لابنٌ بالصيف تامرُ

  أي ذو لبن وذو تمر.

  قوله تعالى: {.. لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ ٥٧} يعني ما يشتهون ويتمنونه مأخوذ من الدعاء.

  قوله تعالى: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ٥٨} فيه تأويلان أحدهما أنه سلام الله تعالى عليهم إكراماً لهم. والثاني: تبشير الله لهم بسلامتهم.

  قوله تعالى: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ٥٩} لأن أهل النار يميزون من أهل الجنة.

  {... وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا} يعني الهوى المتبوع، وروينا الكفر والجبل الجماعة ومنعها من الكلام وهو الختم عليها لأن أعضاءه التي كانت له أعواناً في حق نفسه صارت عليه شهوداً في حق ربه.

  {... وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ٦٥}