سورة يس مكية
  الكتاب وهو محو أثره ومن الناس وهو الذي لا يكون بين جفنيه شق.
  قوله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ} يعني غيرنا خلقتهم الحسنة إلى الخلق المشوهة عذاباً وانتقاماً {فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ ٦٧} يعني فما استطاعوا لو فعلنا ذلك بهم أن يتقدموا أو يتأخروا، ويجوز فما استطاعوا مضياً في الدنيا ولا رجوعاً فيها.
  قوله تعالى: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ} يعني نرده في الضعف والكبر إلى حال الصغر لا يعلم شيئاً {أَفَلَا يَعْقِلُونَ ٦٨} أن من فعل هذا بكم قادر على بعثكم.
  قوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ} أي ليس الذي علمناه من القرآن شعراً {وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْءَانٌ مُبِينٌ ٦٩} يعني هذا الذي يتلوه عليكم هو ذكر وقرآن من الله ø.
  {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا} يعني لتنذر يا محمد بالقرآن من كان حياً وهذه قراءة تأويل من قرأ بالتاء، وفي قوله من كان حياً أربعة تأويلات أولها: عاقلاً. والثاني: حي النظر حي القلب، والثالث: من كان مؤمناً. والرابع: من كان مهتدياً {وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ٧٠} معناه ويجب العذاب على الكافرين.
  قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} يعني عملناه بقدرتنا وقوتنا كما قال: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ}[الذاريات: ٤٧]، أي بقوة ويجوز أن يكون من فعلنا وعملنا من غير أن نكله إلى غيرنا والأنعام الإبل والبقر والغنم {فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ٧١} يعني مقتنون وضابطون.
  {وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ} فالركوب بالضم المصدر من قولك ركب يركب ركوباً والركوب بالفتح الدابة التي تصلح أن تركب {وَمِنْهَا