البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة ق مكية

صفحة 741 - الجزء 2

  من الإنس وقيل: الملك هو القرين أي هو الذي وكلت به قد أظهرته {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ٢٤} والمأمور بألقيا كل كفار في النار ملكان ويجوز أن يكون واحداً أمر بلفظ الاثنين كما قال الشاعر:

  فإن تزجراني يا ابن عفان أنزجر ... وإن تدعواني أحم عرضاً ممنعا

  والعنيد المنحرف عن الطاعة المعاند.

  {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ٢٥} والخير المال كله ومنعه أن ينفق في طاعة الله ø وتحبس منه الزكاة المفروضة، والمريب الشاك في الله ø.

  قوله تعالى: {... لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ} والاختصام هو تخاصم كل واحد مع قرينه الذي أغواه في الكفر {وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ٢٨} والوعيد هو ما ذكره الله ø في كتابه من عقاب أهل المعاصي ويجوز أن يكون الوعيد الرسول المعلم بالوعيد.

  {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ} يعني فيما وعدته من ثواب وأوعدته من عقاب {وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٢٩} أي وما أنا بمعذب من لم يجترم ولا بزائد في عقاب مسيء ولا ناقص من ثواب محسن {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ٣٠} وإنما المراد بذلك تعظيم حالها وأنها تسمع من ألقي فيها وليس قول في الحقيقة ولكنها لو كانت ممن ينطق لقالت بهذا المقال كما قال الشاعر:

  امتلأ الحوض وقال قطني

  {.. هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ٣٢} والأواب هو الذي