البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الذاريات مكية

صفحة 744 - الجزء 2

سورة الذاريات مكية

  : قوله تعالى: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ١} يعني الرياح {فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا ٢} يعني السحب {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا ٣} يعني السفن {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ٤} يعني الملائكة تنزل بما قسم الله ø لخلقه من الفرائض والحدود والأحكام فجبريل هو صاحب الوحي، وميكائيل وكله الله ø بالرحمة والمطر وعزرائيل وكله الله بقبض الأرواح.

  {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ ٥} أي إن يوم القيامة لكائن وما فيه من الثواب والعقاب لحاصل، الدين الجزاء ومنه قول لبيد:

  قوم يدينون بالنوعين مثلهما ... بالسوء سوءاً وبالإحسان إحسانا

  قوله تعالى: {.. وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ٧} والحبك الحسن والزينة، روينا عن أمير المؤمنين # شعراً:

  كأنما جللها الحواك ... لنفسه من وشيها حباك

  أصله من حباك الحمام وهي الطرائق على جناحه.

  قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ ٨} أي في أمر مختلف فمطيع وعاصي، ومؤمن وكافر {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ٩} أي يصرف عنه من صرف.

  قوله تعالى: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ١٠} أي لعن الكذابون والتخريص التكذيب {الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ ١١} أي في غفلة ينهمكون وفي ضلالة يتمادون {يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ١٢ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ١٣} والدين الجزاء، ويفتنون معناه يعذبون قال الشاعر: