البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الذاريات مكية

صفحة 747 - الجزء 2

  فأجابهم إبراهيم # بمثل سلامهم ثم قال: {قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ٢٥} لأنه رآهم على غير صورة البشر وعلى غير صورة الملائكة الذين كان يعرفهم وقال قوم منكرون حيث لم يفهم، شعراً:

  وأنكرتني وما كان الذي نكرت ... من الحوادث إلا الشيب والصلعا

  قوله تعالى: {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ٢٦} واختاره إبراهيم تكرمة لهم وكان # يخدم ضيفه بنفسه وكان يُسمى أبا الضيفان وكان لقصره أربعة أبواب لئلا يفوته أحد.

  {... فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ} يعني سارة والصرة الرنة والتأوه {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا} أي لطمت وجهها تعجباً أنها تلد وهي {عَجُوزٌ عَقِيمٌ ٢٩}.

  قوله تعالى: {... فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ} أي بجانبه، وقيل بقوته قال عنترة:

  فما أوهى مراس الحرب ركني ... ولكن ما تقدم من عهودي

  قوله تعالى: {.. وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ٤١} قيل إن الريح العقيم هي الدبور وكل ريح لا تلقح ولا تنبت فهي الدبور، وروينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «نصرت بالصبا وخذلت عاد بالدبور».

  قوله تعالى: {إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ ٤٢} والرميم اليابس الهالك البالي قال الشاعر:

  تركتني حين كف الدهر عن بصري ... وإذ بقيت لعظم الرمة البالي