سورة الطور مكية
  يدفعون دفعاً.
  قوله تعالى: {... فَاكِهِينَ بِمَا ءَاتَاهُمْ رَبُّهُمْ} أي فرحين معجبين.
  {.. عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ} والسرر جمع سرير، والمصفوفة التي قد صفت بالوسائد والفرش {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ٢٠} والعين الواسعات الأعين في صفاء ونقاء ولذلك قيل لبقر الوحش: عين قال زهير:
  بها العِيْنُ والآرام يمشين خلفةً ... وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم
  وإنما سميت حور لنقائهن وبياضهن كما يقال دقيق حواري إذا كان نقياً.
  قوله تعالى: {وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ} هو أن يكون الأبناء مثل طاعة الآباء فيجمع الله بينهم في الجنة {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} يعني ما نقصناهم وقد مر الاستشهاد فيه أي ما نقصنا الآباء بما أعطينا الأبناء، ويجوز أن يكون معنى ما ألتناهم ظلمنا كما قال الشاعر:
  أبلغ بني جعل عني مغلغلة ... جهد الرسالة لا ألتاً ولا كذبا
  {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ٢١} أي محتبس ومنه الرهن لاحتباسه بالحق، شعراً:
  وما كنت أخشى أن أكون رهينة ... لأحمر قبطي من القوم معتق
  قوله تعالى: {.. يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا} أي يتعاطون ويتساقون وكل إناء مملوء من الشراب يقال له كأس والمنازعة كما قال الأخطل:
  وشارب مريح بالكأس نادمني ... لا بالحضور ولا فيها بسأر
  وإذا فرغ الإناء لم يسم كأساً {لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ ٢٣} الباطل